HEPATITE VIRALE Cا لتهاب الكبد "س"
ا لتهاب الكبد "س" فيروس L’HEPATITE C
لقد كثر الحديث عن أمراض الكبد عامة ، و خاصة حول فيروسات التهاب الكبد "ب" و "د" و دلك لأن تطور هده الفيروسات الثلاثة ، يؤدي إلى داء مزمن قد ينتج عليه مرض تشمع الكبد أو السرطان ، الذي لا يعالج سوى بزرع عضو كبد سليم.فليس غريبا ادا أن تستوطن الحيرة أفكار المصابين و أن يزداد الفقير ،و غيره من لا يتمتع بأبسط التغطيات الصحية، حزنا و شقاء ، حينما يكتشف بأن ثمن ألأدوية باهض و بعيد المنال.
فكيف تمد يد المساعدة إلى هؤلاء المحتاجين يا ترى؟
الدولة عاجزة و الصيدلية غير قادرة على ترخيص الأدوية ، و لن يبق في المسرح و محيطه سوى ثلاثة يتداولون ألأمر بينهم ،الطبيب و المريض ، و بينهم المرض الذي يعد العنصر الرئيسي لأنه يعتقد المنظم ألإجباري لقاء الثلاثة. ففعلا بدون الطبيب سيفترس المرض المريض. و بدون المرض ،فلا حاجة للمريض أن يزور الطبيب.و يصبح حتميا إن يجد الطبيب و المريض مجالا يتفقان فيه للتآمر على العدو الودود ألا و هو المرض.
إن مرض التهاب فيروس الكبد "س" يحتاج إلى علاج ثمين و مراقبة تكون من الدقة بمكان يقوم بها الطبيب المختص في أمراض الجهاز الهضمي و الكبد ، فبدون حرص شديد مبرمج خلال العلاج، تتعرض الكثرة الكثيرة من المصابين لانهيار عصبي في مدة تناولها الأدوية ، و دلك بالإضافة إلى فشل في وضيفة الكبد أو نقصان في الكويرات الدموية مؤديا إلى فقران في الدم ، و بالتالي إلى عجز المصاب عن تناول ألأدوية ، فيصبح إجباريا أبطال العلاج.
و ما دام الطبيب العام يعرف مريضه جد المعرفة، فإننا نرى من البديهي أن نقترح شراكته في متابعة العلاج ، و سيكون لدلك فضل كبير ، و خاصة، من الناحية البسيكولوجة. نعم،إن فكرة الشراكة بين الطبيبين تزود المريض بشعور الرحمة و الثقة في حظيرة طبيبين يحيطانه و يرشدانه ، مؤكدين نفس طريقة علاج لالتهاب قد تنتج عنه مضاعفات و مفاجئات غير قليلة ، بل وقد لا تحمد عقباها
و لمن الطيبوبة بمكان أن يخفف عبء ثمن ألأدوية عل الفقراء و المحتاجين ، و قد يساعد هده الخطة جعل الفحوصات و المراقبة أثناء العلاج ، داخل العيادات الطبية، أمرا مجانا. فبدلك سيمتثل المصابون بداء فيروس "س"ن لمواعيد المراقبة بانتظام دون خوف من تأدية...
بعد تجاوز 6 اشهر من ألإصابة بفيروس التهاب الكبد "س" ، و إن لم يشف المصاب بعد، يصبح داء الكبد مزمنا . فيضحى بعض المرضى في مسيس الحاجة للعلاج .و لحسن الحظ ، فان عدد من يعيش المرحلة المزمنة عدد مفرط ، يتراوح ما بين 80 غالى 875 في المائة. و لحسن الحض ن فان أغلبية هؤلاء المصابين ، لن تتعرض أبد لضرر خطير للكبد. أما ما تبقى من الفئة الغير محضوضة فقد يفاجأ بمضاعفات صارمة كتطور إلى تشمع الكبد أو سرطان الكبد ، المرض الرهيب ، الذي لا علاج له سوى
بزرع كبد سليم و هيهات العثور عليه . و
يقطع الفيروس في خفاء، شوطا قد يمتد ما بين 10 إلى 40 سنة، لكي يستقر الداء و يعظم الخطر . و يلاحظ ان نهاته الفترة الزمنية قد تكون أكثر طولا بالنسبة للنساء و يرجع الفضل لدلك للحماية الموفرة من طرف الهورمونات المتوفرة عند الإناث .
لتشخيص المرض يلجا الطبيب إلى التحليلات الطبية التي قد تكون سلبية أو ايجابية. و تؤجل التحليلات الثمينة بالنسبة للرخيصة منها التي يعد اللجوء إليها ضروريا في حالة إثبات وجود الفيروس.
ليس كل مصاب بفيروس "س" يحتاج للعلاج ، أما القرار النهائي فيرجع للطبيب المختص. و يستهل العلاج بعد التعرف على صنف الفيروس و مراحل ناثر الكبد بالالتهاب التي تنقسم إلى 4 مراحل. و كل مدة العلاج يبقى الطبيب حريصا على مراقبة مقاييس الدم و ما عسى أن يحدث لها من تغيرات من جراء ألأدوية التي قد تكون سببا كذلك لانهيار عصبي و حالات نفسانية لعلها ترافق المصاب من 6 إلى 12 شهر أو ما يفوق دلك حسب امتداد مدة العلاج ، من جهة ، وصنف الفيروس و ما قد تنتج عليه من مضاعفات و أضرار، من جهة أخرى.
لقد يحدث أن تصبح المرأة المصابة بفيروس التهاب الكبد "س" حبلى ، فمن البديهي أن يغمرها القلق و تتولى عليها الحيرة لأنها خائفة أن يتنقل الفيروس إلى جنينها خلال مدة الحمل أو أثناء الولادة. إن عامل الخطر ، في هده الحالة ، ضئيل جدا ، يقرب 5 في المائة . غير أن الخطر يرتفع حسب مقدار الحمولة في دم ألأم.
ما دام حليب ألم لا يتسرب للجنين ، فعلى ألم الحامل أن لا تحرم رضيعها من حلبيها إلا في حالة تعرض ثديها للجروح.
و معروف أن العقاقير المستعملة ضد فيروس التهاب الكبد "س" تعرض ألأم الحامل للإجهاض كما أنها عرض الجنين لعاهات مشوهة ، الشيء الذي يجبر الطبيب عن امتناع معالجة النساء الحوامل ، المصابات بفيروس "س".
يتحتم علينا أن نجري فحصا طبيا لتشخيص المرض عند كل رضيع من أم مصابة بداء التهاب الكبد "س" و دلك عند ما يبلغالصغير 12 أو 18 شهرا
من عمره. و لحسن الحض ، فان الأطفال يتخلصون من فيروس "س" بسرعة تفوق السرعة التي يتخلص بها الكبار و المسنون من هدا الفيروس.
مند عشرات السنوات ن أصبح موضوع التهاب فيروس الكبد "س" موضوع اهتمام و قلق في العالم برمته ، حقيقة تهم الذكور و الإناث على السواء ، مع العلم بأن عدد الرجال المصابين يفوق عدد المصابات من النساء. و دلك ، فعلا، قد يكونوا الرجال معرضين لعامل الخطر أكثر من النساء .
يعيش المصاب حياة هادئة ، خالية من الشكوك ، في غالب ألأحيان،و هو في جهالة تامة،لا يفقه شيئا مما يجري في جسمه و ينتظره من خطورة و مضاعفات. فالكبد يفقد خلاياه ، و الفيروس يهلك نسيج هدا الكبد المرهق رويدا رويدا، بطريقة بطيئة جدا ، غير أنها مستمرة و كأنها تتجاهل الراحة و السكون ، متوجهة في سبيلها إلى غاية التشمع و السرطان أو فشل و ضيفة الكبد ، إن لم يعترض الدواء طريق الفيروس.
اليم ، أصبح التهاب فيروس الكبد "س" يقل بالنسبة للعقود السالفة ، و يرجع الفضل لدلك لتطور الفحوص الطبية مند سنة 1992. فقبل دلك الحين ، لم يكن متوفرا لنا أي فحص ملموس لتشخيص فيروس "س" الذي بات ينتشر عبر الدم المنقول بصفة عشوائية . أما اليم فلقد أصبح الدم المنقول سليما.
يجب أن يتوجه ، للفحص الطبي ضد فيروس "س" كل من أجريت له عملية جراحية و كل امرأة كانت قد وضعت جنينها عن طريق العملية القيصرية ، قبل سنة 1992 ،و كانوا قد زودوا بالدم المنقول،
ليكون في علم كل من له احتكاك بالمصابين بفيروس "س" أن انتشار الداء يحدث عن طريق الدم المنقول، و الشراكة في ابر الجراحة ،و الاحتكاك بالدم ،و مواده، و الشراكة في موسى الحلاقة، و الشركة في فرشة السنان، و عدم تبديل الإبرة خلال العلاج بألأكوبانكتور (الطريقة الصينية لبعض المعالجات)،و الشم، و ثقب ألأنف أو ألأذن....و اللائحة طويلة. أما الانتشار عن سبيل الجنس ، فيعد غير مألوف ، بحيث تتراوح نسبته ما بين 0 إلى 3 في المائة عند الزوجين ، و لكن بحد ما يتكاثر الفساد و الانحراف الجنسي ، بقدر مما ترتفع نسبة الإصابة.
ان هدا المرض المزمن مرهق ، تصعب عن المصاب معايشته في عزلة و بدون رفيق أو طبيب . و إن انتخاب التغذية الجيدة ، اللائقة بحالة المريض ، ترفع من معنوياته الروحانية و الجسمانية ، و تحسن صحة كبده . و ما دام عضو الكبد يعد المختبر الوحيد في جسمنا، المصفي و المحول لكل نأكل أو نشرب،فيتحتم أن يكون نظام تغذية المصاب صحيا لتكن الحمية متوازنة. و لكي يتأتى دلك، فيجب ألنقصان من الدهنيات و الملح و السكريات ، و أن نعوضها بالألياف و الهدراتالكاربون و أن نأخذ ما نحتاج إليه من البروتينات . و يجب أن تقرا لصيقة أية زجاجة تشتريها لكي تتعرف على ما محتويات ما تضمه من طعام. و على المصاب أن يتجنب المأكولات الاصطناعية التي تتكون من مواد كيماوية قد تلحق ضررا بالكبد. و لأكثر إفادة للجسم هي البروتينات المشتقة من لحوم الدواجن و كذلك تعد الخضر نافعة التغذية الكبد . , من ألأحسن أن يتجنب المصاب الطعام المكون من الحيوانات الصدفية الخضراء أو الغير مطبوخة جدا. يتجنب هدا كله و لو كان قد اكتسب مناعة ضد الفيروس. و ما دام الكبد يرشح كل ما نستنشقه أو يمتصه جلدنا ، فعلينا أن نتجنب الدخان و الغازات السامة و الأدوية المبيدة للحشرات و عددها غير قليل.
و إن بعض ألأعشاب و المواد المضافة للتغذية قد تلحق أضرارا بالكبد ، فحري بالمصاب ادا أن يبتعد عن كافة المأكولات السريعة و جميع المشروبات المثلجة أو المعلبة.
لقد تسلط ألأدوية ، من جهة ، و فيروس "س" ، من جهة ثانية ،على المريض إرهاقا كبيرا ، قد يحطم معنوياته و يثقل ممشاه الذي يحرمه من زيارات ألأصدقاء و التمتع بمجالساتهم و محادثاتهم .
و لمحاربة ألإرهاق و العياء، فان لخير وسيلة ترجع لممارسة الرياضة البدنية، حسب برامج مكتوبة ، تساعد المريض و تسليه كما أنها تشجعه خلال رحلة العلاج. و نفضل السباحة و المشي على غيرها من الرياضات لأنها رياضة متوسطة، و أكثر الرياضة يؤدي إلى اندلاع المرض .
و على المصاب بداء فيروس "س" إن أخد نصيبه من الراحة و الاستجمام كما عليه أن ينعم بقيلولة تهدئ أعصابه.
و لكي يتمتع المريض بنضرة متفائلة إلى المستقبل ، انه لحري بالمريض أن يتأمل و يحارب ألانهيارالعصبي، لأن التأمل يعد وسيلة مفيدة لمراقبة ألفيروس و التعايش معه.